الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خطير جدّا: وزير الداخلية يفصح عن هوية "مهندسي" عملية اغتيال الزواري، وقصّة الصحفية التونسية التي أغريت بمبالغ مالية خيالية

نشر في  19 ديسمبر 2016  (18:10)

في ندوة صحفية انتظمت بوزارة الداخلية مساء الاثنين 19 ديسمبر 2016 حول مستجدات قضية اغتيال المرحوم محمد الزواري، أكّد وزير الداخلية مهدي مجدوب أنّ الفقيد متحصّل على الجنسية البلجيكية وقد انتمى منذ سنة 1989 إلى حركة الاتجاه الإسلامي في تونس وذلك في إطار نشاطه التلمذي والطالبي، مشدّدا على انّه وخلال سنة 1991 تعلقت به العديد من القضايا من أجل نشاطه السياسي وتم إصدار عدة أحكام قضائية غيابية في حقه نظرا لتحصنه بالفرار إلى القطر الليبي ثم إلى السودان ومنه إلى سوريا أين استقر وأنهى دراسته وتزوج مواطنة سورية..

  وأكّد وزير الداخلية انّ محمد الزواري عاد إلى تونس خلال سنة 2011 وتمتع بالعفو التشريعي العام وأسس خلال سنة 2012 نادي الطيران بالجنوب، مشيرا إلى انه قام بالعديد من التجارب ضمن نشاط النادي المذكور..

  وأضاف بأن المرحوم لم تسجّل الداخلية في حقه أي نشاط سياسي أو حركات مشبوهة منذ عودته إلى تونس، موضّحا أن نشاط محمد الزواري كان يقتصر على النشاط العلمي وأساسا في صناعة الطائرات وكان على علاقة ببعض الشركات الأجنبية العاملة في هذا المجال.

  ملابسات الجريمة وقصة الموقع الوهمي...

 وزير الداخلية مهدي مجدوب أكّد في ندوته الصحفية أنّ ملابسات الجريمة وتفاصيل مخططها يعود منذ شهر جوان 2016 ، حيث أنّ الصحفية التونسية التي كانت ببودابست خلال يوم الواقعة وتم إقناعها إلى العودة إلى ارض الوطن يوم 16 ديسمبر أكّدت خلال استنطاقها أنها خلال شهر جوان 2016 وبينما كانت تبحر على الأنترنت ولجت إلى موقع إلكتروني عثرت فيه  على عرض عمل من قبل شركة أجنبية تبحث على متعاونين لها في مشروع إعلامي ستبعثه..

  وأشارت الصحفية في أقوالها إلى أنّها بعثت إلى الموقع المذكر بسيرتها الذاتية قصد الترشح للخطة الوظيفية التي نشرها الموقع الوهمي، مشدّدة إلى أنها اثر ذلك ورد عليها اتصال من الخارج من قبل شخص أجنبي أعلمها أنّه يجب أن تتحول إلى مدينة "فيينا" لإجراء اختبار وهو ما حصل بعد تكفل المعني بالأمر بكامل تكاليف السفر..

 وأضافت بأنّ الأجنبي أخبرها أنّ نشاط الشركة يهتم بإنتاج أفلام وثائقية خاصة بالبلدان العربية ومن بينهم تونس وذلك لفائدة القناة الماليزية TV1 ..

 مبالغ مالية ومكافأة خيالية على الخط..

  وأكّدت الفتاة أنّ الأجنبي قدّم لها شخصا ثانيا وهو كذلك أجنبي لكن من أصول عربية ويتحدث اللغة العربية وأعلمها أنه سيكون همزة الوصل والشخص الذي ستتعامل معه مباشرة، مشيرة إلى أنّها وبتاريخ 6 سبتمبر 2016 تحولت في مناسبة ثانية إلى فيينا بطلب من الشخص الثاني الذي أخبرها انّ الشركة تعتزم إنتاج شريط وثائقي حول الطيران والطب والقيادة في البلدان العربية ومن بينها تونس..

  وطلب منها الاهتمام بالمهندس محمد الزواري على اعتبار انّ شخص معروف ومتميّز في هذا المجال، مشدّدة على أنهم عرضوا عليها مبالغ 100 أورو في اليوم الواحد لقاء إجراء هذا العمل الصحفي، وأنهم مكنوها من مبلغ 2000 أورو بعد نجاحها في القيام بروبرتاج حول الضحية محمد الزواري والتقاط صور ومن بينها صور تعود له..

 كما أكّدت أنّ كل الاتصالات التي كانت تتم بينها وبين الأجنبيين المذكورين كانت تتم عبر الأنترنت من خلال تطبيقتي الواتساب والفايبر فضلا عن شرائح نداء أجنبية..

  هذا وأكّد زير الداخلية في ندوته الصحفية أنّ الفتاة أكّدت خلال أقوالها أنّها تمنت من إجراء حوار صحفي مع المرحوم محمد الزواري وسلمته الى الأجنبي الثاني من أصول عربية وأنه بتاريخ 12 ديسمبر 2016 اتصل بها الأخير وطالبها بتوفير سيارتين تكون إحداهما بمواصفات معينة وهي أنّ الباب يفتح جانبيا..

  وأضافت أنها كلّفت مواطنين تونسيين بمهمة كراء السيارتين واتفقت معهما ان يتم تحويلهما إلى صفاقس، مشدّدة على أنّ الأجانب أكدوا عليها ضرورة السفر إلى النمسا في اليوم الموالي من كراء السيارتين أي قبل تنفيذ الجريمة..

  وزير الداخلية أكّد في ذات الندوة الى انّ الأبحاث ما زالت قائمة وأنّ ووفقا للتحريات المبدئية فإنّ مخطط جريمة الاغتيال مرتبط بالتكوين الأكاديمي للمرحوم محمد الزواري وارتباطه بتنظيمات إقليمية مشدّدا على امكانية ضلوع جهاز أجنبي في هذه الجريمة واردة لكن لا تتوفر لوزارة الداخلية الى حدّ الان أي مؤيّدات ودليل قاطع على ذلك على حدّ تعبيره..

  كما أكّد أنّ مهندسا عملية الاغتيال هما كل من الأجنبيين واحدهما من أصول عربية حيث أنهما يمثّلان العقل المدبّر للواقعة، مشدّدا على أن الداخلية بحوزتها كل المعطيات بخصوص الأجنبيين لكن لا يمكن الإفصاح عنها حفاظا على سرية التحقيق وسلامته.

 معطيات حول الصحفي الإسرائيلي..

 وفي ما يخصّ موضوع الصحفي الإسرائيلي التابع لقناة العاشرة والذي قدم إلى تونس لتصوير روبرتاج في صفاقس وفيديو في العاصمة، أكد وزير الداخلية الهادي مجدوب أنّه تمّ القبض على 6 أشخاص تعاونوا مع الصحفي الإسرائيلي، مشدّدا على انّه ليس من الصحفيين الأجانب المعتمدين في تونس وأنّه لم يتقدم بأي طلب لأي جهة رسمية لإجراء تحقيقه الصحفي حيث أنه قد حل بتونس على متن طائرة قادمة من روما بتاريخ 17 ديسمبر بجواز سفر ألماني وقدم نفسه على أنه كاتب..

 كما أضاف أن الصحفي أجرى تحقيقا صحفيا قربا من مسرح الجريمة بصفاقس بتعاون مع تونسيين نقلوه إلى هناك، ثم عاد إلى العاصمة يوم السبت وأقام بنزل ليغادر تونس يوم الأحد 18 ديسمبر 2016 على الساعة العاشرة صباحا..

 متابعة: منارة تليجاني